الأحد، 15 مايو 2011

تراث الأجداد


التراث والفن الشعبي في إمارة أبوظبي حلقة وصل نابضة بالحياة،تحافظ على التواصل بين الماضي والحاضر،ويحمل في طياته حياة الأجداد والآباء، بكل ما فيها من تجارب ومعاناة وأصالة وقد ارتبطت الفنون الشعبية بالتقاليد وعوامل اقتصادية واجتماعبة، فمنها ما ارتبط بالغوص والهجن والصيد، ومنها ما ارتبط بالسفر والحنين الى الوطن والشوق الى الأهل والأحباب ، والخوف من المجهول، في حين تعود جذور بعضها الآخر الى أصول أفريقية، وأخرى الى دول خليجية مجاورة.وهذا الى جانب الفنون الأصلية كالعيالة ، والمالد ، وكان الوقت "العصاري" هو اللقاء لأهل الديرة حيث يبدأون في العزف والإنشاد والرقص في المجالس والمقاهي.

سباقات الهجن العربية الأصيلة
تعد رياضة سباقات الهجن الرياضة الشعبية الأولى في إمارة أبوظبي،وفي دولة الأمارات ككل ،وتجتذب سباقاتها أبناء الجاليات الأجنبية. تنتشر ميادين السباق الواسعة والحديثة في الوثبة والعين وغيرهما من مدن ومناطق الدولة، وقبل السباق تجرى عدة تدريبات واختبارات للتأكد من كفاءة وقدرة الهجن على الركض السريع وخفة الحركة. تقام سباقات الهجن يومي الخميس والجمعة على عدة أشواط، ويحرص اكبار والصغار على حد سواء على حضور السباقات التي تُرصد لها جوائز قيمة، ويقال للفائز"تستاهل الناموس" أي تستحق الجائزة. ومن أكبر السباقات الشعبية للهجن العربية الأصلية السباق السنوي الذي يقام في شهر ابريل من كل عام، وتشترك فيه هجن من داخل الإمارات ومن دول مجلس التعاون الخليجي.
 
الصيد بالصقور
من الرياضات الشعبية المحلية المحببة لدى مواطني إمارة أبوظبي رياضة الصيد بالصقور،ويرجع تاريخ هذه الرياضة إلى الجاهلية عند العرب،وانتقلت الى دول كثيرة في العالم، وأصبحت لها مواسم محددة. ويعتبر صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات مرجعا ً في هذه الرياضة، ولسموه كتب في هذا المضمار. وتدريب الصقور عملية صعبة ومعقدة،وتحتاج الى كثير من الدراية والخبرة ، ويسمى مدرب الصقور"الصقار" وتدريب الصقر يبدأ عادة منذ استلانه كصقر متوحش،ومن أبرز أنواع الصقور"الشاهين"، وأفضل الأنواع المشهورة في الخليج والجزيرة العربية الصقر"الحر" وفصائله ثلاث هي :"الحر الكامل"،"كرى حوار"،و"قرموشة حرار" وأبرز مناطق الصيد بالصقور في الإمارات بينونة في المنطقة الغربية والطف والحمرة في المناطق الجنوبية، وفي بعض المناطق الشمالية من الإمارات.
الفروسية
سباقات الخيول من تراث الأجداد العرق،وتوجد في الأسطبلات الخاصة بالدولة سلالات عربية أصيلة، إضافة الى سلالات أخرى. وأهم ما يميز الحصان العربي الأصيل من صفات يقال لها قصير الثلاث وطويل الثلاث- أي قصير الأذن وقصير الظهر وقصير الجيد طويل البطن والساق والعنق. وفي أبوظبي ناد خاص بالفروسية، وتقام السباقات بين الشباب المواطنين الذين يحافظون على رياضة الأجداد في الأعياد الوطنية والمناسبات الرسمية. ويعتبر صاحب السمو رئيس الدولة من القلائل الذين يعلمون الكثير عن الخيل في العالم، ويقوم سموه بين الحين والآخر بزيارة لمأوى الخيول في أبوظبي وفي مدينة العين للاطمئنان على مستوى الرعاية فيهما. 

أكسبت سباقات القدرة وسباق دبي العالمي للخيول الإمارات شهرة لا مثيل لها



رقصة العيالة
تعتبر أقدم رقصة في المنطقة، وهي درس مقرر في كل الأعراس وكانت في الماضي بمثابة "النفير العام" للحرب ، ومع مرور الزمن أصبحت "العيالة" نفيرا ً عاما ً لمناسبات أخرى غير الحرب مثل الزواج، والطهور، وغيرهما ، وتجسد  العيالة إحدى الصفات العربية الأصيلة، وهي حب الفروسية ومجابهة الأعداء وانتزاع النصر. ومع العيالة يقف المرء منتشياً ، يتجاوب بشكل لا إرادي مع أصوات الطبول ، ويهتز لا شعورياً مع حركات الراقصين الذين يقفون في صفين متقابلين،ويقف في الوسط بينهما حملة الطبول، وعندما تبدأ الرقصة يبدأ حملة الطبول بالضرب بشدة ، ويبدأ الصفان في الرقص والحركة ، وفي هذه الأثناء يتحرك حملة السيوف في اتجاه الصف "المعادي" ويبدون كأنهم يبارزون الأعداء ، وعندها يطأطئ أفراد الصف المقابل رؤوسهم علامة الهزيمة والتسليم ،ويبقون كذلك الى أن يعود حملة السيوف والطبول الى الخلف مكللين بالنصر، ثم يبدأ أفراد الصف المعادي في رفع رؤوسهم ويستمر الرقصة الى  نهايتها. وقد جرت العادة على أن يضم صف راقصي العيالة 25 راقصا ً كحد أدنى و50 راقصا ً كحد أقصى ، وينقسم هذا العدد الة مجموعات حملة الطارات والدفوف والطوس والتخامير.
 
رقصة الحربية 
تخص هذه الرقصة البدو، وتوازي غي أهميتها رقصة العيالة مع اختلاف بسيط سببه اختلاف حياة البدو عن الحضر، فالحربية تخلوا عن الطبول ، وتكتفي بالإيقاعات اليدوية الملازمة للغناء وأصوات المغنين ، وحركاتهم . وتتغنى أشعارها بالحروب والأسلحة ولذلك فهي تعتبر نفير الصحراء. وكما في العيالة يصطف الراقصون في الحربية فهي مجموعتين متقابلتين ويبدأون في الرقص والغناء.
 
رقصة الليوا
هي رقصة مقررة على جميع الأفراح والأعراس، كانت في الماضي تبدأ مع بدء الجولات البحرية لعرب الخليج والجزيرة العربية خاصة سكان السواحل الذين يمتهنون الغوص والصيد والسفر للتجارة في سواحل افريقيا الشرقية،وجاءت هذة الرقصة مع العمال الأفارقة القادمين الذين عملوا مع تجار المنطقة الذين شغفوا بها، فانتشرت في الأفراح خاصة ان رقصة الليوا تدخل البهجة والسرور إلى الحاضرين بسبب ايقاعها السريع واشتراك الجنسين في الرقص ، كما انها أصبحت من المراسم التي تسبق إتمام الزواج ، حيث يذهب الراقصون الى منزل العريس ، ويأخذون ملابس العروس التي أحضرها العريس ويطوفون بها على أهل الديرة لإعلامهم بمدى كرم العريس وحرصه على تكريم العروس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق